همسات الصباح
في احدى الصباحات الندية . حيث شذى الورد وعبق الزهور يفوحان في أرجاء الكلية .. والبلابل الصغيرة تقف على أغصان الاشجار القريبة مني ..ظننت اني نسيتها .. وظننت اني استطيع التعايش مع تلك الطبيعة الساحرة بدون عينيها ..
نعم فأنا ما زلت أتذكر البدايات الأولى التي عرفتها بها .. تلك القصة التي بدأت في ظروف غامضة .. أحببتها .. ولكن دون أن اعترف لها .. حتى شاء لي القدر وقلت ما استطيع قوله .. ومنذ ان عرفتها وأحببتها أصبحت حياتي محاطة بغلاف لاستطيع الخروج منه ابداً... لقد رسمت لذلك الغلاف في داخلي صورة جميلة .. رسمتها وانما حر طليق كطائر محلق في السماء .. حتى قابلتها لأول مرة .. وكنت كمشتري ورقة يانصيب ربحت فيها حبها لي ..وحملتها على جناحي وحلقت بها بعيداً .. وبدأت أراها كطائر صغير تعلق بجناح ابويه ليتعلم الطيران .. لقد علمتني معنى الحب .. تعلمته بطريقة جنونية .وأصبحت أحبها لايعقل .. ولم اشعر بالوقت الذي مر لأني كنت بقربها ..؟؟ وفجأة .. أفلتت من جناحي وانتابني شعور بالفزع حول حياتي إلى جحيم .. !! اعترف انها تغيرت أمام كل ما حدث .. واني لم استطع أن استرد ما فقدته .. لقد خذلني حبها .. وخذلتني إرادتها حتى في اللحظات الحرجة ؟؟ والآن لابد لي أن اسأل .. لماذا هذا الاختلاف .. الايمكن للناس تحقيق مبدأ العدل والمساواة ؟؟ مع العلم أن المساواة في الظلم هي عالة ؟؟ لقد كان ارتباط روحياً في يوم من الأيام .. كنت اشعر بخطواتها حتى لو كانت بعيده عني .. وأتنفس أنفاسها الساخنة .. وفي يوم من الأيام أردنا إن نكون معاً ولكنها عاجزة عن تحقيق إرادتها..؟؟ فكيف لهذا الحب أن يستمر دون إرادة وتضحية ؟؟ كيف لي إن أحقق أحلامي مع حبيبة تركتني لمجرد أقاويل وأكاذيب كانت الغاية منها هي فك ذلك الرباط الروحي الذي يربط بيننا ؟؟ وهنا قررت والأسى يملاني . طريق طويل على حافات الجبال مليء بالأشواك .. ليس لي منه غير خيطاً لااقوى على التمسك به .. نعم .. لم اترك حبيبتي ولم أنساها رغم قسوته معي لأني من حبها سوف استمد طاقتي ومن خلال تلك الكلمات القليقة وتلك اللحظات التي عشتها بقربها سوف ابني حياتي من جديد .....
علي الموسوي